مَحبّة المال

0

وافت إيلّا ويندل المَنيّة. وعندما دخل المحققون إلى منزلها الكبير المتهالك، بسبب انعدام الصيانة، في مدينة نيويورك، اكتشفوا أنّ السّيدة العجوز لم تكن تملك سوى ثوبًا يدويّ الصّنعِ، كانت ترتديه على مدى 25 عامًا. إلا أنَّ الشيء الذي كان مثيرًا للصدمة هو أنّ إيلّا ويندل، السيدة التي كانت تمتلك رداءً واحدًا فقط، كانت مليونيرة. فما هو السبب الذي جعلها تتمسك بأموالها بمثل هذا البخل؟

يُعد المالُ مِن بين أحد أعظم النِّعم والبركات في الحياة، لكنّه يمكن أنْ يكون أيضًا مِن بين أحد أعظم التجارب التي يسمح لنا الله باختبارها. قال تعالى في سورة آل عمران: “لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ” (سورة آل عمران، الآية 186). قد نُخْتَبَر إمّا بفقدان أو كسب مبالغ كبيرة مِن المال والثروة. وقد نُخْتَبَر مِن خلال مَن يتوسلون إلينا طلبًا في المساعدة: الأيتام والأرامل والمحتاجون ومَن هم أقل حظًا مِنّا. إنَّ الزكاة المصحوبة بالعطاء المستمر تُعَد مِن أفضل الطّرق التي يختبرنا بها الله فيما نملك. فهي فرصة لنا كي نتخلى عن ونضحي بجزء مما وهبه الله لنا، وهذا مِن شأنه أنْ يساعدنا على تفادي عبادة المال.

قال رجلٌ حكيمٌ ذات مرة إنّ المال يصنع عبدًا (خادمًا) صالحًا للغاية، ولكنه يصنع سيدًا سيئًا للغاية. إنّ إمتلاك الثروة أو كسب الثروة ليس بالأمر السيء، ولكن يجب علينا أنْ نحرص على أنْ تخدم الثروة أهدافنا النبيلة ومقاصد الله، ونحرص كذلك على ألا نصبح عبيدًا لأموالنا. لم تتزوج إيلّا ويندل أو إخوتها الخمسة أو أخوها بسبب خوفهم مِن مشاركة ثروات العائلة مع أي شخص آخر. كما إنّهم لم يستعملوا أموالهم من أجل تحقيق راحتهم الخاصة (أو حتى شراء الثياب). لكن الله يريد عكس ذلك تمامًا، فهو يريدنا أنْ نشارك البركات التي أنعم بها علينا مع الآخرين وأنْ نتمتع بثروتنا تمتعًا شخصيًا بطرق حكيمة ومسؤولة.

فكيف حال تعاملك مع اختبار الثّروة الموكلة إليك مِنْ قِبَل الله؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.