معجزة الأنبياء
“وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ” (سورة الأنعام، الآية 86).
تحدثنا في مقال سابق عن النّبيّ الْيَسَع – أحد الأنبياء الذين قال عنهم القرآن الكريم أنّهم مفضّلون على العالمين. وفي هذا المقال سوف نشارك قصة أخرى مِن اختبارت حياته المذهلة التي تُلهِمنا لأن نثق في قدرة الله على الاهتمام حتى بأقل احتياجاتنا وأصغرها.
في يوم من الأيام، ذهب النبي الْيَسَع مع رفاقه إلى الغابة ليقطعوا أشجارًا ليعملوا لأنفسهم موضعًا ليقيموا فيه. وفي تلك الأيام، وقبل أن توجد الآلات الكهربائية، كانوا يستعملون الفؤوس الحديدية المدبّبة لقطع الأشجار. وإذ كان واحدٌ منهم يقطع شجرة، وقع رأس الفأْس الذي كان ممسكًا به في مياه النهر المجاورة، فصرخ في يأس وقال: “آهِ يَا سَيِّدِي! لأَنَّهُ عَارِيَةٌ” أي أنَّ الفأس لم يكن مملوكًا له.
فقال النّبي: “أين سقط؟” فأراه الموضع، فقطع عودًا وألقاه هناك، فَطَفَا الحديدُ بقوة الله القدير!
فقال النّبي الْيَسَع للرجل: “ارفعه لنفسك”. فمدَّ الرجلُ يده والتقط الفأس.
وفي قصة أخرى، كان هناك جوعٌ شديدٌ في الأرض، وكان الطعام ضئيلا. فأخبر النّبيّ غلامه أنْ يضع قِدرًا على النار، وأن يسلق سليقة لرفاقه. فانطلق واحدٌ منهم إلى الحقل ليلتقط بعض البقول، فعثر على نبات اليقطين (القرع)، لكنه لم يكن متأكدًا مِن مدى صلاحية هذا النبات للأكل، فالتقط منه ملء ثوبه وعاد، وقطَّعه في قِدر السليقة، غير عالِمٍ أنَّه سَامٌ.
فصبوا للقوم ليأكلوا، ولكن ما إنْ تناولوا منه حتى صرخوا: “فِي الْقِدْرِ مَوْتٌ يَا رَجُلَ اللهِ! وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَأْكُلُوا. فَقَالَ: هَاتُوا دَقِيقًا. فَأَلْقَاهُ فِي الْقِدْرِ وَقَالَ: صُبَّ لِلْقَوْمِ فَيَأْكُلُوا. فَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ رَدِيءٌ فِي الْقِدْرِ.”
تذكّرنا هذه القصص بأنَّ الله قويٌ جدًا وقديرٌ جدًا، ومع ذلك فهو يهتم بأقل الأمور ويعتني بأصغر الأشياء في الحياة. كما إنّنا لسنا صغيرين جدًا بحيث أنّه لا يستطيع أنْ يرانا ويعرف مشكلاتنا. واليوم ليت الله يستجيب لصلواتك ودعواتك! أرسل لنا رسالة نصيّة إذا كنت ترغب مِنَّا الانضمام إليك في الصلاة والدّعاء من أجل احتياج خاص لديك.