مركبات نار

0

“وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ” (سورة الأنعام، الآية 86).

تحدثنا في الجزء الأول عن النّبيّ الْيَسَع – أحد الأنبياء الذين قال عنهم القرآن الكريم إنّهم مفضّلون على العالمين. وفي هذا المقال سوف نشارك قصة أخرى مِن اختبارت حياته المذهلة التي تُلهِمنا لنعيش بسلام.

تعرّض قوم الْيَسَع للهجوم مِن قِبل قوة خارجية. ولكن في كل مرة كان الجيش المعتدي يضع خططًا مدروسة لشن المعارك عليهم، كان قوم الْيَسَع منتظرين ومستعدين للدفاع عن أنفسهم.

صاحَ الملك الأعجمي بغضبٍ قائلاً: “يوجد جاسوسٌ بيننا بالتأكيد.”

فأجاب المشيرون وقالوا: “كلّا، لا يوجد جاسوسٌ. ولكن النّبي الْيَسَع بينهم، وهو يخبر الملك بالأمور التي تتكلم بها في مخدع مضطجعك”. أما جواسيس الملك فأخبروه أن الْيَسَع كان يعيش في مدينة تدعى دوثان. فأرسل الملك خيلاً ومركبات وجيشًا ثقيلاً، وجاءوا لَيْلاً وأحاطوا بالمدينة.

فبكّر خادم النّبي الْيَسَع وقام وخرج، وإذا جيشٌ مُحيطٌ بالمدينة وخيلٌ ومركباتٌ.

فقال غلامه له: “آهٍ يا سيدي! كيف نعمل؟” فقال له: “لا تخف، لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم.” ثم صلّى قائلاً: “يا ربّ، افتح عينيه فيبصر.” ففتح الله عيني الغلام فأبصر، وإذا الجبل مملوءٌ خَيلاً ومركبات نارٍ حول مدينة النّبي.

ثم صلّى الْيَسَع قائلاً: “يا ربّ، اضرب هؤلاء الأمم بالعمى.” فضربهم بالعمى كقول الْيَسَع. ثم ذهب النّبي الْيَسَع إليهم وقال: “ليست هذه هي الطريق، ولا هذه هي المدينة. اتبعوني فأسير بكم إلى الرجل الذي تفتشون عليه.” فسار بهم إلى عاصمة المملكة حيث كان الملك يوجد. ثم صلّى النبي اليسع مرة أخرى قائلاً: “يا ربّ افتح أعين هؤلاء فيبصروا.” ففتح الله أعينهم فأبصروا وإذا هم أسرى ومسبيون في وسط عاصمة المملكة!

وعندما رأى الملك أسرى الأعداء، قال للنّبيّ: “هل أضرب؟ هل أضربهم؟”

فأجاب الْيَسَع وقال: “لاَ تَضْرِبْ. تَضْرِبُ الَّذِينَ سَبَيْتَهُمْ بِسَيْفِكَ وَبِقَوْسِكَ. ضَعْ خُبْزًا وَمَاءً أَمَامَهُمْ فَيَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا، ثُمَّ يَنْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِهِمْ.” ثم عُمِلت وليمة عظيمة لهم فأكلوا وشربوا حتى شبعوا، ثم انطلقوا إلى سيّدهم بسلام. وبعد ذلك، لم تعد جيوشهم تتحارب مع قوم النّبي الْيَسَع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.