ما هي النّعمة؟

0

تُختتم سورة الفاتحة الجميلة بمطلب الهداية إلى صراط الذين أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم. وهذا الدّعاء يُقدَّم ملايين المرات كل يوم في كل أنحاء العالم – ولكن ما هي هذه النّعمة؟ وما الذي تعنيه في حياتنا؟

عندما يقوم العامل بالعمل لمدة ثماني ساعات في اليوم ويتلقى مقابلاً ماديًا لعمله، فإنّه يتلقى أجرةً. وعندما يتنافس أحد الرياضيين ويُحكم على أدائه أنّه يفوق أداء المنافسين الآخرين، فإنّه ينال جائزةً. وعندما يكتشف عَالِمٌ اكتشافًا هامًا ويودّ المجتمع أنْ يشيد بهذا الاكتشاف والإنجاز الذي حققه هذا العَالِم، فإنّه ينال تكريمًا. ولكن عندما يكون الشّخص غير قادر على كسب الأجر، ولا يمكنه الفوز بأيّة جوائز، ولا يستحق أيّة مكافأة أو تكريم، فإنّ أي جُودٍ أو خير أو معروف يقدّم له، فهذا يُسمّى النعمة.

كثير مِن الناس يحبون الاعتقاد بأنّه ينبغي أنْ تضمن لهم مساعيهم الصادقة وأعمالهم الصالحة التي يقومون بها الدخول إلى جنّات النّعيم. لكن كل مَن ينجون مِن نيران الجحيم سيكونون قادرين على القول “وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ” (سورة الصَّافَّاتِ، الآية 57).

لن يفتخر أَحَدٌ ويقول إنّ أعماله الصالحة وزكاته وصلواته هي التي أدخلته الجّنة. ولكن عوضًا عن ذلك، فإنَّ أصواتنا على مدار الأبدية سترتفع بالحمد والتسبيح للربّ الرحيم الذي أغدق علينا بنعمته التي لا نستحقها. والإنجيل يتفق مع هذا الكلام فيصرّح بالقول: “لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ.”

إنَّ نعمة الله هي مِن إحساناته التي لا نستحقها. فهي ترشدنا لإتخاذ قرارات سليمة وتمنحنا القوة لمقاومة الشيطان الرّجيم. كما أنّها تملأ قلوبنا بمحبة شديدة لله وتجعل صلواتنا مقبولة. “وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ” (سورة النحل، الآية 18).

حاول أنْ تَعُد بعض النّعم التي اختبرتها في حياتك. اشكر الله عليها وافرح بدلائل وبراهين إحسانات الله وفضله عليك. ما هو أكثر شيء تريد أنْ تشكر الله عليه اليوم؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.