كيفية إتخاذ القرارات الصعبة

0

استأجر أحد المزارعين رجلاً ليعمل لديه، وطلب منه أنْ يقوم بحصاد محصول الخيار (القثاء)، وأخبره أنّ العمل سيستغرق يومين. إلا أنّ الرجل أنهى العمل في ثلاث ساعات فقط. فاندهش المزارع وكان راضيًا عن العمل الذي قام به الأجير، فأوكل إليه المهمة التالية، ألا وهي القيام بطلاء الحظيرة. وأخبره المزارع أنّ هذه المهمة ستستغرق ثلاثة أيام. لكن العامل الأجير استطاع أن يُنجز المهمة في نصف المدة المطلوبة.

مرة أخرى كان المزارع مسرورًا وأخذه إلى كومٍ كبيرٍ من البطاطس المحصودة، وأمره بفصلها إلى ثلاثة أكوام. كان عليه أن يفصل البطاطس الجيدة التي يمكن بيعها عن البطاطس التي ستُستعمل كتقاوي وستُزرع مرة أخرى، عن البطاطس التي في حالة رديئة وستُستعمل كسماد. كان المزارع يتوقع أنْ تستغرق هذه المهمة بضع ساعات فقط، ولكنه عندما عاد في فترة ما بعد الظهر، وجد أنّ الرجل لم يبدأ في العمل!

فقال الرجل الأجير وهو ينوح: “يمكنني العمل بجدية، لكنني لا أستطيع إتخاذ القرارات!”

كم واحد منَّا يشبه الأجير الذي لدى هذا المزارع؟ إنّ عملية صناعة القرار (إتخاذ القرارات) يمكنها أنْ تشلَّ حتى أفضلنا. وفي بعض الأحيان يُعد تأجيل إتخاذ القرارات أمرًا حكيمًا، ولكن في أحيانٍ أخرى يمكنه أنْ يكون أمرًا خطيرًا ومميتًا. فما هي النصيحة التي يقدّمها الله – تبارك اسمه – بشأن إتخاذ القرارات الهامة في الحياة – القرارات التي يمكنها أنْ تغيّر مستقبلنا؟

كتب النّبي سليمان باستفاضة حول تلقي الإرشاد العملي مِن الله. أولاً، هو يذكّرنا بكَم هو مِن الحكمة والحصافة تلقي المشورة والنصيحة مِن مصادر متعددة قبل الإقبال على اتخاذ قرار ما. “حَيْثُ لاَ تَدْبِيرٌ يَسْقُطُ الشَّعْبُ، أَمَّا الْخَلاَصُ فَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ.”

ولكن يوجد لدينا أيضًا اليقين أنَّ الله نفسه على استعداد لإرشادنا وهدايتنا. كتب النّبي سليمان مرةً أخرى يقول:

“تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ.

فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ”.

كم هو جميل أنّ الله نفسه يهدي سبيلنا! قال النبي داوود: “سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي.” وإذ نتأمل في إعلانات الله ووحيه، سوف يصبح الطريق أمامنا أكثر وضوحًا.

هل تحتاج إلى إتخاذ بعض القرارات الهامة؟ هل تشعر بعدم الاطمئنان أو عدم اليقين بشأن مستقبلك؟ اطلب المشورة والنّصيحة مِن الآخرين، واطلب مِن الله النّصح والإرشاد. تأمل في كلمة الله وأنت تفكر في خياراتك. إنّ الوقت الذي تقضيه في إتخاذ القرارات هو فرصة خاصة لكي يكشف لك الله عن إرادته.

إذا كنت ترغب مِنَّا أنْ نرفع دعاءً خاصًا لأجلك وأنت تمر بالأوقات التي تتخذ فيها قرارات، أرسل لنا رسالة نصّيّة وسيسعدنا كثيرًا أنْ نصلي مِن أجلك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.