فَرَحُ الرَّبِّ
ما الذي يجلب لك الفرح والسعادة؟ أسرتك؟ عملك؟ هواياتك؟ إنَّ البشر ينجذبون إلى طلب الأشياء التي تجلب لهم سعادةً في الحياة. النبيّ داوود كان يبحث أيضًا عن الشيء الذي يجلب له السعادة. فقال منذ آلاف السنين:
وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ:
أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي،
لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ،
وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ.
بالطبع، عندما دخل داوود الهيكل المتنقل حيث كانت تقدّم العبادة لله، لم يستطع رؤية الله بعينيه، لأنّه لا يمكن لأحدٍ أنْ يرى الله ويعيش. رأى داوود جمال صفات الله بعيونٍ روحيةٍ. ولذلك استطاع أن يقول في الزّبور: “أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ.” لقد كان باستطاعته إيجاد الفرح الأعظم بالتأمّل في صفات الخالق السماوي.
إنَّ كلمات النبي داوود الواردة في الزّبور تعبّر عن فهمه العميق لصفات الله وشكره النابع مِن القلب على الطرق التي أنقذه بها مِن أعدائه ومنحه النجاح. إنّ رسالة الزّبور هي أنّ الفرح يوجد في حضور الربّ، وليس في حضور أي إله وثني يحب الانتقام ويتم إرضاؤه بواسطة تعذيب الذّات والتضحية بالأطفال. إنّ الفرح موجود في حضور الله، الإله الواحد، اللهُ الحقّ الذي هو أبونا السماوي.
إنَّ الله – تبارك اسمه – على استعداد لأن يعطيك الفرح والسعادة اليوم. خصّص بعض اللحظات لتتأمل في صفاته. اشكره واحمده على الأشياء الجيدة التي فعلها في حياتك. سلّم له حياتك وقدّم له عبادة قلبك ومحبتك الشديدة. وإذ تفعل ذلك، ستجد فرحًا وسعادةً وستكتشف أنّ ” فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتك.”