النَّبي داوود والاكتئاب
كيف ستشعر عندما يقومُ ملكٌ قويٌ ومتعطش للدماء بمطاردتك ويطلب موتك لأنّ الله أعلن إنّك ستكون المَلك التالي؟ تخيل نفسك وأنت تهرب وتختبئ مِن هذا المَلك لسنوات وتضطر لإضاعة حياتك في البرّية والفرار مِن مدينة لأخرى والتخلّي عن وسائل الرّاحة التي يقدمها لك بيتك. وبعد ذلك تتعرّض عائلتك للخطف، ويقوم أعداء أجانب بسرقة ممتلكاتك. ألن تكتنفك مشاعر سلبية؟ هذا هو الوضع الذي تعرّض له النَّبي داوود في لحظة من أكثر اللحظات الصعبة والمؤثرة في حياته.
عندما عاد داوود إلى مدينته في تلك اللحظة ووجدها تحترق بالنار وجميع النساء والأطفال في المدينة تم الاستيلاء عليهم مِن قِبل اللصوص، تضايق جِدًّا لأَنَّ الشَّعْبَ لاموه وأرادوا أنْ يرجموه، لأَنَّ كل واحد منهم كان قد فقد فردًا أو أفرادًا مِن أسرته. إلا أنَّ الزّبور يخبرنا أنّ داوود “تَشَدَّدَ بِالرَّبِّ إِلهِهِ.” لقد التجأ على الفور إلى الصلاة، وأرسل الله إليه الإرشاد اللازم الذي ساعد الرجال على استعادة زوجاتهم وأطفالهم بأمان.
كان النَّبي داوود مِن بين أكثر الأنبياء الذين عبّروا ببلاغة عن الموضوع المتعلق بمشاعر الإنسان وعواطفه – سواء كانت إيجابية أو سلبية. فنصوص الزّبور وقصة حياة داوود تُظهِران لنا أنّ مشاعر الحزن هي جزء طبيعي مِن الوجود الإنساني. ولكن عندما ينحرف حزننا ويتحوّل إلى يأس واكتئاب، فإنّ ذلك لا يعد جزءًا طبيعيًا مِن مشاعر الإنسان الطبيعية، ولذلك فإنّ داوود يكتب أيضًا ويقول إنَّ الله باستطاعته أنْ يرفعنا وينقذنا مِن هذه الحفرة المُظلمة.
“لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلهِي.” تذكّرنا هذه السطور الجميلة من الزّبور أنّه في بعض الأحيان ستكون نفوسنا منحنية ومتضايقة، لكنّ الله سيخلّص وجوهنا ويجعلها تضيء مرة أخرى.
“انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ.” هل تحتاج إلى الشجاعةً؟ إلى الرّاحة النفسية والهدوء العاطفي؟ هل تحتاج إلى باعث للفرح والابتسام؟ اطلب الربّ وهو سيشفي حزنك. أدرك النبي داوود حقيقة ذلك في حياته، وإذا أنت طلبت الربّ، فستختبر الشيء ذاته.
“أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ. لاَ يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ.”
هل ترغب في معرفة المزيد عَمّا يقوله الزّبور عن الصّحة النفسية والعاطفية والسّلام الداخلي والفرح؟ أرسل لنا رسالة نصّية للحصول على المزيد مِن المعلومات وسنكون سعداء لمساعدتك.