الخضوع والتسليم

0

ذات مرة، تلقت امرأة مزهرية باهظة الثمن كهدية. وضعتها بفخرٍ على رفِّ في غُرْفَة الصَّالُون وقامت بتحذير ابنتها الصغيرة مِنْ تلمسها على الإطلاق. ولكن بعد عدة أيام، سمعت الأم صوت ابنتها المكبوت وهي تبكي في غُرْفَة الصَّالُون. وعندما هرعت لتعرف ماذا حدث، وجدت الأم فتاتها الصغيرة تجلس على الأرض ويدها عالقة داخل المزهرية. أقرت الفتاة الصغيرة بأنّها لا تستطيع إخراج يدها مِن المزهرية.

أحضرت الأم الفازلين بسرعة وحاولت أنْ تضع الزيت حول معصم ابنتها بشكل كافٍ كي تسحب يد الطفلة من المزهرية. ثم حاولت استعمال زيت الزيتون، وبعد ذلك الزبدة ولكن بلا جدوى. فقامت الأم وهي في حالة مِن الفزع واليأس بالاتصال بقسم الإطفاء.

وعند وصولهم، استخدم رجال الإطفاء مواد التشحيم الصناعية القوية في محاولة لإخراج يدها، ولكن أيضًا دون جدوى. فقال قائد فريق الإطفاء إنّه مِن المحتمل أنْ يضّطروا إلى كسر المزهرية لإخراج يدها. فأصيبت الأم بنوبة جنون واهتياج، وفي محاولة أخيرة، انحنى رجل الإطفاء للتحدث مع الفتاة الصغيرة.

وقال للفتاة: “هل تعتقدين إنّه بمقدورك القيام بمَدّ أصابع يديكِ بهذا الشكل؟” ثم بَسَطَ يده بالطريقة التي أراد للفتاة أنْ تحاكيها.

فأجابت الفتاة: “لا أستطيع فعل هذا، لأنني بذلك سأقوم بإسقاط النقود التي أمسك بها”.

إنَّ الكثيرين منّا يشبهون هذه الفتاة الصغيرة فيما يتعلق بحياتنا الروحية. فنحن نتشبث بالأشياء الصغيرة الرخيصة في هذا العالم، وبالكاد ندرك أنَّ خياراتنا هي التي تربطنا بالمشكلات التي نرغب في الهروب منها. ونتضرّع إلى الله أنْ يحررنا مِن بؤسنا وتعاستنا، لكنّ الله يرد بالقول: يمكنني مساعدتك فقط إذا تخليت عن هذا العالم وسلّمت حياتك لي. إنَّ الله لعلى استعداد لهدايتنا إلى الصراط المستقيم، وهو يدعونا للنجاح وحياة النعمة والبركة. ولكن يجب علينا أن نتخلى أولاً عن كل الأشياء التي تعيقنا وتمنعنا مِن الخضوع التّام لإرادة الله. فاخضع لله وسلّم له كل شيء، وكل شيء سيكون ملكك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.