التعامل مع مشاعر الخزي والعار
عندما تخطئ، هل تشعر بالذنب، أو بالخجل، أو كليهما؟ العار والشعور بالذنب ليسا الشيء ذاته، ولكنهما يحملان عواقب وخيمة! الذنب هو معرفة أنك قد انتهكت قانونًا مدنيًا أو اخترقت أحد الضوابط الاجتماعية أو ارتكبت حادثًا. إنّه يركّز على ما قمت به. أما العار فهو ظاهرة أكثر مكرًا ودهاءً. فهو يركّز على مَن أنت. العار لا يقول: “لقد ارتكبت خطأ.” العار يقول: “أنا الخطأ!” الذنب هو في الغالب أفكار مختلطة ببعض المشاعر، أما العار فهو في كثير من الأحيان مشاعر مختلطة بأفكار قليلة أو بدون أفكار. بعض الناس يشعرون بالخزي والعار دون معرفة السبب، وهذه هي قوة العار الخبيثة.
تخيل معي شابًا يعمل في أحد البنوك. وبدون قصد يرتكب خطأ في الحسابات، ويضطر العديد من زملائه في العمل إلى البقاء لعدة ساعات لإيجاد الخطأ وتصحيحه وموازنة الحسابات. إنّهم مستاؤون منه! ومع أنّ هذه هي المرة الأولى التي يرتكب فيها خطأ كهذا، إلا أنّه قام بالاحتفاظ بكلماتهم في قلبه وبدأ يشعر بالخزي والعار بسبب ذلك. فعوضًا عن القول: “لقد ارتكبت خطأً بسبب الإهمال، لكنه لن يتكرر مرة أخرى”، فهو يقول: “أنا دائمًا إنسانٌ مُهْمِل وغبي!” فيقوم بتعميم حادثة مفردة على جميع جوانب شخصيته وسِجِلّ ماضيه.
إلا أنّ الأخبار السارة هي إنّنا لسنا مضطرين للعيش بمشاعر الخزي والعار. إنّ المدى الذي يضطرنا العار للوصول إليه لا يستند عادةً إلى أرض الواقع، ويتعارض تمامًا مع كافة القوى العقلانية والمنطقية التي وهبنا إياها الله. قد نتعلم كيفية فرز عواطفنا وتنظيمها وتسمية البعض بأنّها “دقيقة وصحيحة” والبعض الآخر على أنّها “غير صحيحة”. شاهد “حديث النَّفس” الصامت الذي تقوم به. هل تنعت نفسك بصفات سلبية عندما تشعر بالخزي والعار؟ فحتى أحسن الناس وأكثرهم إحترامًا في العالم ارتكبوا أخطاءً وفشلوا في الوصول إلى المستوى الذي يتوقعه الناس منهم. لذا كن حذرًا، فالتعميمات والتعريفات السلبية عن النّفس، الناجمة عن مشاعر الخزي والعار، عادةً ما تكون غير صحيحة.
لا تستسلم للخزي أو العار. تعلّم مِن أخطائك، ولكن لا تسمح لها أنْ تحدد هويتك. ليت الله يعطيك القوة لتسمو فوق مشاعر الخزي والعار وتحيا في حرّية الحق. أرسل لنا رسالة نَصّيّة للحصول على المزيد مِن المعلومات حول كيفية التغلّب على مشاعر الخزي والعار والإحباط.