التعامل مع الخزي والعار الناتج عن الإساءة الجنسية
واجه الأمير أمنون معضلة فظيعة، حيث إنَّه كان مُغرمًا بأخته (غير الشقيقة) الجميلة ثامار. لم يعلم والده – الملك النبيّ داوود المعروف – أي شيء عن رغبة ابنه المُحرّمة. لكن أحد أصدقاء أمنون أشار عليه بخطة شيطانية …
ادّعى الأميرُ إنّه مريضٌ وامتنع عن الأكل. ثم أخبر أبيه إنّه لن يتمكن من استعادة شهيته إلا إذا تم إرسال ثامار إلى مقر إقامته الشخصي لتطعمه بيديها. فوافق النبي داوود دون أن تراوده أيَّة شكوك.
فذهبت ثامار إلى مقر إقامة أمنون وكانت تطبخ له، وبكل سرور كانت تخدمه، ثم قام باغتصابها دون إرادتها. حاولت أن تتوسل وتتضرّع وتقاوم، لكن قوته كانت تفوق قوة الأميرة الصغيرة.
وبعد القيام بهذا الفعل الشنيع، تحوّلت شهوة أمنون إلى كراهية وقام بطرد ثامار مِن جناحه. ولكن عوضًا عن الاستسلام للعار الذي وقع عليها، أدركت ثامار البطلة مَن الذي كان يقع عليه الخزي والعار – على المُعتدي عليها. وإذ أَغْلقَ أمنون الباب خلفها، أخذت تبكي وتولول علانيةً، وقامت بتمزيق ملابس عذراويتها الملوَّنة لتبيّن أنه قد تمَّ الاعتداء عليها واغتصابها. هزّت هذه الفضيحة الأُمّة بأسرها، وسرعان ما وقعت عواقب العدالة على رأس أمنون.
لقد دمرت الإساءة الجنسية عددًا كبيرًا جدًا مِن النساء (والرجال) في عالمنا اليوم. كما أنها تجلب الخزي والعار، إلا أن قصة ثامار تعلّمنا أن الخزي والعار يلحقان بالشخص المعتدي، وليس بالضحية. لم تتردد ثامار عن الإشهار بالجريمة كوسيلة لتبرير نفسها وإثبات برائتها وطلب العدالة والإنصاف.
لكن الشفاء من الجروح النفسية والعاطفية التي تتسبب بها الإساءة الجنسية يستغرق وقتًا. ويا لها مِن راحة عندما نعرف أن الله – تبارك اسمه – يكره الإساءة الجنسية! إنّ الناس يخطئون في حق نفوسهم عندما يقرّرون سرقة طهارة المرأة، وغالبًا ما لا يتدخل الله لوقف خططهم الشيطانية. إلا أنّ وعد الله على لسان النبي داود يمنحنا تعزيةً وراحةً، إذ قال تعالى:
“عَيْنَا الرَّبِّ نَحْوَ الصِّدِّيقِينَ، وَأُذُنَاهُ إِلَى صُرَاخِهِمْ.
وَجْهُ الرَّبِّ ضِدُّ عَامِلِي الشَّرِّ لِيَقْطَعَ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ.
أُولئِكَ صَرَخُوا، وَالرَّبُّ سَمِعَ، وَمِنْ كُلِّ شَدَائِدِهِمْ أَنْقَذَهُمْ.
قَرِيبٌ هُوَ الرَّبُّ مِنَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، وَيُخَلِّصُ الْمُنْسَحِقِي الرُّوحِ.
كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ، وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ.
يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ. وَاحِدٌ مِنْهَا لاَ يَنْكَسِرُ.
الشَّرُّ يُمِيتُ الشِّرِّيرَ، وَمُبْغِضُو الصِّدِّيقِ يُعَاقَبُونَ.
الرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ، وَكُلُّ مَنِ اتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ”.
إذا كنت قد عانيت من إيذاء جنسي، فننصحك بالحصول على المشورة المهنية المختصة. أرسل لنا رسالة نصّية إذا كنت تريد مِنّا أنْ ندعو لك دعاءً خاصًا مِن أجل شفائك العاطفي (النفسي) والجسدي.