الأحلام

0

كانت كافيثا كانابارثي تحلم وهي طفلة صغيرة بأن تصبح أول امرأة طيّارة في الهند على الإطلاق. ولكن عندما كانت تبلغ من العمر 15 سنة، تبدّد حُلمها تبددًا مأساويًا بسبب حادث سيارة. أمضت 15 يومًا في غيبوبة، وعندما استيقظت في نهاية المطاف، علمت أنَّ جسدها قد أصابه الضعف وأدركت حينها أنَّ حُلمها في أنْ تصبح طيّارة قد تبدد.

بدأت كافيثا تركض لاسترجاع قوتها وصحتها. وسرعان ما اشتركت في سباقات “الماراثون”، وهي عبارة عن سباقات ركض تبلغ مسافتها 42 كيلومترًا، وبعد ذلك اشتركت في سباقات الركض الطويلة، التي كانت تصل أحيانًا إلى 100 كيلومترًا في بعض الأقاليم الهندية الأكثر تحديًا. إلا أنّ الماراثونات الطويلة لم تكن مشهورة كثيرًا في الهند، فقامت كافيثا ببدء شركتها الخاصة من أجل الترويج لهذه المسابقات. وهي الآن أول امرأة تصبح مديرة سباقات ركض في الهند.

إنَّ نجاح كافيثا الذي بدا بعيد الاحتمال يُعَد مصدر إلهام لكل واحد منَّا لتحقيق أهدافنا ومواصلة أحلامنا. فما هي الأحلام الكامنة في قلبك؟ هل تتوق لأن تترك علامة في العالم كفنّان أو مؤلّف أو دبلوماسي أو عالِم أو قائد أو طبيب؟ وهل تحتفظ بأحلامك سرًا لنفسك لأنك تخشى مِن أنَّ الآخرين لن يثقوا في نجاحك؟ أو الأسوأ من ذلك، لأنّك غير متأكد من أنك تستطيع أنْ تؤمن بنفسك؟

إنّ الله سبحانه وتعالى هو خير المشجّعين على الأحلام. وهو خلق البشر ليكونوا وكيلين عنه على الأرض وسلّم القدرة والمسؤولية في أيدينا. فلا يتوجب عليك أن تستحي مِن أحلامك! فربما أنَّ الله نفسه هو مَن زرع أحلام كهذه في قلبك.

قال تعالى في الزَّبُور: “لِيُعْطِكَ حَسَبَ قَلْبِكَ، وَيُتَمِّمْ كُلَّ رَأْيِكَ”.

وتقول كافيثا: “هذه هي حياتك. سباقك الشخصي. يمكن للآخرين أن يركضوا بجانبك، ولكن لا يمكن لأحد أن يجري السباق بالنيابة عنك.” فما هو حُلمك؟ لن يقدر أي شخص آخر على تحقيق ما قد وضعه الله في قلبك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.