إيجاد الأمل في الصّلاة والدعاء

0

انهمرت الدموع على خديّ عبد الله وهو واقف بجانب قبر أبيه الذي توفى مؤخرًا. صرخ بغضب قائلاً: “قمت بالدعاء لأجله، لكن الله لم يستجب لي! فإنْ كان الله لا يستمع لدعائي وصلواتي، فأي رجاء هناك لديّ؟ فطالما أنَّ كلّ شيء مُقدّرٌ، فلماذا أحاول حتى أنْ أسأل؟”

عبد الله هو ليس الشخص الوحيد الذي تساءل عن فعالية الدعاء. فهل يغيّر الدعاء أي شيءٌ حقًا؟ وكيف يمكن للصلاة أن تجلب الرجاء بدلاً مِن الإحباط وخيبة الأمل؟

يجب أنْ نتذكر أنّ الدعاة هو وسيلة نفتح بها قلوبنا لله ونقترب أكثر مِن السماء. وعندما نقدّم الدعاء، نحمد الله على صفاته وسماته، وتتعزى نفوسنا بالتفكير في رحمته ومحبته وقوته. وإذ نعبّر عن همومنا وأحمالنا، نجد سلامًا في وعده بمساعدتنا وإرشادنا – حتى لو لم نكن نعلم بالضبط كيف ومتى وأين! إنَّ الصلاة ليست مجرد وسيلة “للحصول” على شيء ما، فهي توفّر راحة نفسية وعقلية وروحية، حتى قبل أن نجد حلولاً لمشكلاتنا. الدعاء يغيّرنا، كما يمكن له أن يُحْدِث فرقًا بطرق أكبر أيضًا.

عندما نقدّم الدعاء من قلوبنا ونؤمن حقًا أنّ الله يستمع إلينا وسوف يفعل ما هو الأفضل مِن أجلنا، يمكننا تغيير مصيرنا. لا نعرف بالضبط كيف يعمل ذلك، لكننا أُمِرنا أنْ نصلي بإيمان، ونعلَم إنّ ذلك سوف يُحْدِث تغييرات قوية وإيجابية في حياتنا. وهذا أمرٌ يبعث على الأمل. إنّ الصلاة يمكنها في الواقع أن تغيّر ظروفنا وأحوالنا.

إنَّ الدعاء يجلب الأمل إلى قلوبنا ويقدّم حلولًا عجيبة لمشكلاتنا. فهل قمت بالدّعاء اليوم؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.